من بين اسماء بطاركة كنيسة المشرق، يسطع اسم مار شمعون برصباعي من الاسماء المهمة. حيث احتل اسمه، بسبب شهادته، اهمية خاصة في تاريخ الكنيسة، بالاضافة الى ذلك علينا ان نتذكر عهده البطريركي حيث انعقد مجلس “نيقية” في تلك الفترة. بالرغم من عدم مشاركة البطربرك شخصيا. الا ان عدد من ممثلي كنيستنا ومن ضمنهم مار افرام (الذائع الصيت) حضروا المجلس.
هو من اهل الشوش(إيران)، ولد بعد منتصف القرن الثالث، وفي مطلع القرن الرابع أصبح تلميذا لدى الجاثليق “مار بابا بر جاجي”. اما لقب بر صباعي ـ اي ابن الصباغين، فيقال إنه اطلق على الأسرة لكونهم يقومون بصبغ الحرير والثياب الملوكية بحسب المخطوطة الكلدانية المحفوظة حالياً في الفاتيكان، ويقال ايضاً بانه دعي شمعون ابن الصباغين لكونه صبغ نفسه بدمه في اشارة الى استشهاده.
اصبح مار شمعون جاثليقا سنة ۳۲۸، عندما كان شابور الثاني ملكا على فارس. وقسطنطين امبراطورا على الرومان. مدعيا بانه حامي المسيحيين. امتاز “مار شمعون” بذكائه الحاد و بهيبته، حتى ان شابور الثاني الفارسي كان يحترمه إلا ان الضغوط الدينية و الأحداث السياسية و الأطماع التوسعية لدى الملك الفارسي حملته على اختلاق شتى الذرائع لألحاق الأذى برعاياه المسيحيين ، وجاءت مكائد المجوس ودسائس اليهود و النكسات التي مني بها الملك في حروبه ضد الروم لكي تذكي نيران الحقد في قلبه على المسيحيين. بسبب الخسائر الجسيمة التي احدثتها الحرب بين البلدين امر شابور الثاني مار شمعون بجمع ضرائب مضاعفة من المسيحيين. رفض البطريرك ذلك بسبب فقر جماعته. لم يكن يرغب في ان يكون محصل ضرائب. وبسبب تاثير السلطة الدينية للزرادشت الذين كانوا يحيطون بالملك، امر الملك باعتقال البطريرك والتدمير الفوري لكل كنائس التابعة للكنيسة المشرقية. المركز الرئيسي لكنيسة المشرق في تلك الايام كانت مدينة “ساليق”. اُعتقل البطريرك ونُقل الى “كرخا د ليدان”.
وفي اليوم الثالث وصل مار شمعون إلى كرخ ليدان (منطقة الأهواز)، وأمتثل امام الملك شابور، وقال له الملك:(نحن نعيش في حروب ومعارك مستمرة وأنتم تنعمون بالراحة والأمان رغم كونكم على غير ديانتنا ..عليك أن تخضع أنت وشعبك وأقبل الجزية وأسمع نصيحتي بما يفيد حياتك وأمتثل لأمري وأسجد للنار والشمس ) فأجابه مار شمعون : أجسادنا وأموالنا تحت تصرفك ولكني أقول الحق أني لن أجبر شعبي على الجزية حتى إذا أمرت بسلخ جلدي ونصيحتك تضر بحياتي ولا تفيدها ولا أَضَرّ منها. إن الموت في سبيل الله خيرٌ لي من كل التنعمات وإني أُقبل على الموت من كل قلبي فطوبى لمن يؤهَّل ليهان من أجل الله ويُزج في السجن ويحتمل العذاب ..
في الساعة الأولى من صباح يوم الجمعة أستُدعوا من السجن لقصر الملك ولمّا حضروا قال لهم الملك : أسجدوا للشمس التي بشروقها يحيا العالم فتحيوا. فأجابوه: (لماذا نسجد لمن لا يرى سجودنا ما عاذ الله ؟ أن يسجد المسيحيون للمخلوق عوض الخالق أو أن يستبدلوا الخالق بخليقته) فأرسل إليهم ثانية وثالثة ولكنهم لم يتراجعوا أو يستسلموا حين إذ أصدر الملك أمراً على مار شمعون وإخوانه بقطع رؤوسهم وكان ذلك في الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة الموافق للرابع عشر من نيسان سنة ۳۳٩ م يوم مضى الرب إلى آلام الصليب خرج هؤلاء لقبول الشهادة . وقد أمر الملك بقتل الجميع قبل مار شمعون لربّما تنهار عزيمته أمام منظر قتلهم وبينما هؤلاء القديسون يقادون إلى القتل كان مار شمعون يتقدمهم لدى خروجهم ويشجعهم ويقوي عزيمتهم ويذكرهم بأقوال الرب يسوع المسيح والرسل الطوباويين ثم باركهم ، وكان الشهداء عشرة عشرة للسيف يتقدمون فرحين مسبحين الله حتى تقدم مار شمعون الجبار وصلى لقاتليه كما صلى يسوع لأجل صالبيه وصلى لأجل شعبه وطلب من ربه أن يبارك المدينة التي أستشهدوا فيها .وما أن أنهى صلاته حتى أحزّ السيف رأسه ونال إكليل الشهادة والظفر وكانت الساعة التاسعة من جمعة الآلام وعندها ثارت عاصفة وأظلمت الشمس وأصيب الحاضرون بالخوف . أمّا أجساد هؤلاء الشهداء فقد اختطفها بعض الأسرى الروم في كرخ د ليدان ودفنوها بإكرام .
استشهد مار شمعون من اجل انبل هدفين يمكن لرجل ان يضحي من اجلهما.. ايمانه بالرب وشعوره بالمسؤولية تجاه أبناء شعبه المسيحي، هي امثلة لكل الاجيال اللاحقة، حياته تعلمنا عدة دروس ممتازة. لو لم يكن ايمانه قويا بالرب لكان قد سجد ولو لمرة واحدة. وان لم يكن يشعر بمسؤليته تجاه شعبه لكان قد حاول تحصيل الضرائب المضاعفة لتجنب الاضطهاد. ولكن مار شمعون لم يكن من ذلك النوع الجبان. نشكر الرب على هكذا بطريرك. لنسير على خطى البطريرك الجليل الذي نال اكليل الشهادة.
اثناء الذكرى السامية لهذا البطريرك الشهيد لا يسعنا الا ان نذكر “تربو” اخت البطريرك حيث خدمت الكنيسة كشماسة. هي الاخرى كانت قد اُعتقلت في “ساليق” لان اليهود ادعوا بان مرض الملكة نتيجة سحر وشعوذة “تربو” التي كانت تثأر لموت البطريرك الشهيد مار شمعون برصباعي. بعد اعتقال “تربو” مع اختها وخادمتهم. تم اقتيادهن الى العاصمة. بعد ذلك حكم كاهن الزرادشت بالموت على السيدات الشجاعات .. ثم تم تقطيع اوصالهن وحُملت الملكة في عربة لتنتقل بين جثث الفتيات القديسات.
Mar Shimun Bar Sabbae (Classical Syriac: ܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܒܪܨܒܥܐ, died Good Friday, 345) was an Bishop of Seleucia-Ctesiphon, from Persia, the de facto head of the Church of the East, until his death. He was bishop during the persecutions of King Shapur II of the Sasanian Empire of Iran, and was executed along with many of his followers. He is revered as a saint in various Christian communions.
Biography
Shimun Bar Sabbae was born the son of a fuller. In 316, he had been named coadjutor bishop of his predecessor, Papa bar Gaggai, in Seleucia-Ctesiphon (now al-Mada’in). He was later accused of being a friend of the Roman emperor and of maintaining secret correspondence with him. On that basis, Shapur II ordered the execution of all Christian priests. Because they would not convert to Zoroastrianism, Shimoun was beheaded with several thousands, including bishops, priests, and faithful. These include the priests Abdella (or Abdhaihla), Ananias (Hannanja), Chusdazat (Guhashtazad, Usthazan, or Gothazat), and Pusai (Fusik), Askitrea, the daughter of Pusai, the eunuch Azad (Asatus) and several companions, numbered either 1150 or 100. Sozomen, a historian of the 5th century maintained that the numbers registered were 16,000 of the martyrs. Another historian, Al-Masoudy from the 10th century, held that there were killed around 200,000 Christians.